الذكاءات المتعددة
هوارد جاردنر
استاذ المعرفة والتربية – جامعة هارفارد
تعريف ومعايير الذكاء المتعدد
اخذ البحث اربع سنوات للتحرك منذ دعوة Van Leer الى وضع النظرية التى اكتشفت فى انواع العقول Kinds of minds اننى اعرف بديهيا اننى اردت ان اصف القوى البشرية ، ولكنى احتجت الى طريقة علمية لتحديد تلك القوى وايضا وسيله للكتابة عنها . كنت دائما تحت اسر التحدى والامل فى فحص المعرفة البشرية من خلال عدد من عدسات فروع المعرفة المتقطعه . لقد تمتعت بالبحث فى علم النفس ، علم الاعصاب ، على الاحياء ، علم الاجتماع ، وعلم الانسان وايضا الفنون والانسانيات ، ومن ثم بدأت اقرا بصورة منتظمة فى هذه المجالات لكى احصل على اكبر معلومات ممكنه حول طبيعة الانواع المختلفة للقوى البشرية والعلاقات بينها .
فى نفس الوقت ، فكرت بعمق حول افضل طريقة لكتابه اكتشافاتى ، اخذت فى اعتبارى استخدام المصطلح الاكاديمى الجليل ( القوى البشرية ) ، المصطلحات النفسية مثل المهارات او القدرات ، او المصطلحات العامة مثل الموهبة ، البراعه . ومع ذلك ، تحققت من ان كل من هذه الكلمات بها بعض العيوب . اخيرا اخترت ان اخذ خطوة جريئة للوصول الى كلمه مناسبة من علم النفس وأقدمها بطرق جديدة – كانت تلك الكلمة بالطبع " الذكاء " . بدأت بتعريف الذكاءات* على انه : " القدرة على حل المشكلات او ابتكار منتجات تكون ذات قيمه داخل كيان ثقافى او اكثر " . لفت الانتباه الى حقائق أساسية حول معظم نظريات الذكاء : تحديدا انها تتناول فقط حل المشكله وتتجاهل خلق المنتجات ، وانها تفترض ان الذكاء سوف يكون واضحا ومقدراً فى اى مكان ، بصرف النظر عما هو له قيمه او ليس له قيمة فى ثقافات معينة فى اوقات معينه . هذا هو التعريف الذى استخدمته فى كتابى سنه 1983 الذى نما فى احضان مشروع Van Leer : اطر العقل : نظرية الذكاء المتعدد .
Frames of mind : The Theory of Multiple Intelligences
تقريبا بعد سنتين ، قدمت تعريفا اكثر تنقيحا . اننى الان اكون مفهوما للذكاء** على انه قدره نفسية بيولوجية لتشغيل المعلومات التى يمكن تنشيطها فى كيان ثقافى لحل المشكلات او خلق المنتجات التى لها قيمة فى الكيان الثقافى . هذا التغيير المتواضع فى الثقافة مهم ، لانه يفترض ان انواع الذكاء ليست اشياء يمكن رؤيتها او عدها . بدلا من ذلك انها قدرات او امكانيات بافتراض انها وحدات عصبية التى سوف تنشط او لا تنشط ، استنادا الى قيم ثقافة معينه ، الفرص المتاحه فى الثقافة ، والقرارت الشخصية التى يتخذها الافراد او عائلتهم ، ومدرسيهم واخرون .
لقد فكرت مليا فيما يمكن ان يحدث اذا الفت كتابا بعنوان " مواهب البشر السبع او القوى السبع للعقل البشرى " . تخمينى انه لن يجذب الكثير من الانتباه . من المقنع التفكير بان مثل ذلك العنوان يمكن ان يكون له تأثير قوى على عالم الاكاديميين ، ولكن لدى القليل من الشك بان قرارى للكتابة حول " انواع الذكاء الانسانى " كانت مسأله مصيرية . بدلا من انتاج نظرية ( وكتاب ) التى تضع الاشياء فقط فى قوائم يستطيع الافراد التفوق عليها ، كنت اقترح توسيع مصطلح الذكاء لكى يحتوى على الكثير من القدرات التى قد اعتبرت سابقا انها خارج نطاقة . الاكثر من ذلك ، القول بان هذه القوى كانت مستقله نسبيا كل منها عن الاخرى ، كان هذا يمثل تحديا لاعتقاد يشغل نطاقا واسعا – اعتقادا يتمسك به كثيرون من علماء النفس ، واصبح مألوفا فى كثير من لغاتنا – بان الذكاء قوة واحدة وان المرء اما انه بارع او غبى فى نتيجة الاختبار .
لم اكن مطلقا عالم النفس الاول الذى يفترض وجود قوى الانسان المستقلة نسبيا ، على الرغم من اننى قد اكون من بين اوائل الاشخاص الذين انتهكوا قواعد اللغه الانجليزية او لغات اوربية اخرى ، بوضع مصطلح الذكاء فى صيغه الجمع Intelligences . وفى الواقع كل تاريخ علم النفس ( اذا كان موجزا ) يمكن ان يكتب حول التقسيمات العلمية لقوى الانسان ، وتناقش بتوسع فى كتاب دارسى : (الذكاء : رؤى متعددة) .
ومع ذلك ، قد بادرت بتقديم طرق فى اكتشاف مصادر الدليل التى تثبت قائمتى التى تتضمن انواع الذكاء . بعض التقارير عن تعدد أنواع الذكاء جاءت أساساً من القياس النفسى التقليدى . يجرى علماء النفس اختبارات او يختبرون بنودا الى الافراد ويحصون انماط الارتباط بين درجات النتائج . اذا كان ارتباط الدرجات ارتباطا عاليا كل منها مع الاخرى كان علماء النفس يفترضون انها تعكس ذكاء عاما واحدا ضمنيا ( تلفيق ) . اذا ظهرت مصفوفه الترابط مع ذلك ، وقد خالتطها عوامل عديدة ، فان علماء النفس يصادقون على امكانية وجود قوى انسانية منفصله . على ايه حال : كان منهج القياس النفسى الى التعدد الذهنى ( ولا يزال ) محصورا فى تلك القوى القابله للتقييم خلال اسئله شفهيه موجزة او اليات القلم والورقة وأيضاً ، كما يؤكد Stephen Jay Gould بان المشتغلين بتحليل المعطيات النفسية حينما يقدمون استنتاجاتهم فانها تعكس افتراضاتهم الاحصائية الخاصة ، طرق تناول البيانات ، مناهج تفسير النتائج .
كان منهجى مختلفا تماما . بدلا من الاعتماد اساسا على نتائج اليات القياس النفسى ، قد وضعت مجموعه من ثمانية معايير منفصله . لقد مشطت الادبيات العلمية المرتبطه بالموضوع للحصول على دليل حول وجود قوى كثيرة مرشحة . عمليا ، مثل Binet و Galton بدأت بالقوى المرتبطة بشدة باشكال الحس على سبيل المثال ترشيح ( الذكاء البصرى ) " او الذكاء المحسوس " . بالطبع فقد وجدت كميات وجودة من البحوث مختلفة حول قوى مرشحة متعددة . ( يعرف العلماء الكثير عن ملكه اللغه اكثر مما يعرفون عن قوى المعرفة الذاتية ) . ولازالت اسأل نفسى اذا ما كان قبول الدليل المتاح حول احدى القوى المرشحة كان يلبى مجموعه المعايير بصورة جيدة . اذا كانت كذلك اطلق عليها ذكاء انسانى ، اذا لم تكن كذلك ، كنت ابحث عن طريق أخرى لوضع مفهوم لهذه القدرة أو أضعها جانباً .
جذور ومعانى المعايير
تتمثل احدى طرق تقديم المعايير فى تجميعها فى مصطلحات تتعلق بجذور فروعها المعرفية .
اثنان من المعايير أتيا من العلوم البيولوجية ( الأحياء ) :
- امكانية الفصل بواسطة تلف المخ : كعالم نفس اعصاب ، كنت مهتما باقامة الدليل على ان احدى قوى الذكاء المرشحة كان يمكن عزلها عن القوى الاخرى . اى من المرضى يوجد ، فانهم يمتلكون هذه القوة من قوى الذكاء مدخرة على الرغم من تلف القوى الاخرى ، او ان هناك مرضى تعتبر هذه القوة معطله بينما القوى الاخرى قد ادخرت . اى من هذه الانماط يزيد الاحتمال بان احدى قوى الذكاء قد اكتشفت . ومن ثم فان كلا من عزل اللغه عن القوى الاخرى وتشابهها الحيوى فى الاشكال الشفاهية ، السمعية ، المكتوبه والرمزية تشير الى حالة ذكاء لغويه مفصوله .
- تاريخ قابل للتطور : على الرغم من كل ما به من ثغرات فان الدليل حول تطور انواع اجناسنا البشرية يعتبر محوريا لايه مناقشة حول العقل والمخ المعاصرين . عندما كتبت اطر العقل Frames of Mind اتت معظم الادله من اما استقراء حول الانسان العاقل والذى يطلق عليه تاريخيا Homo sapiens واصوله السابقة او معلومات عن انواع الاحياء المعاصرة . ولذلك نستطيع استنباط ان انواع الانسان المبكرة hominids ، لابد انها كانت قادرة على شق طريقها حول تضاريس ارضية مختلفه على اتساعها ، ونستطيع ان ندرس القدرات المكانية الاعلى تطورا من الانواع الثديية الاخرى مثل الفئران . الاكثر حداثه ان ظهور حقل علم النفس التطورى قد اعطى الدارس للمعرفة الانسانية ادوات جديدة . يندمج علماء النفس التطوريين فى الهندسة العكسية : انطلاقا من العمليات المعاصرة للقدرات الانسانية ، حاولوا استقراء ضغوط الاختيار التى ادت على مدى الاف السنين الى ارتفاع احدى القوى المحددة . تعطى هذه الدراسة استحساسا جديدا لتقارير تطورية عن مثل هذه القوة كما هو الحل مع الذكاء الذى امعن النظر فى عالم النبتات والحيوانات ، او الذى يحسب دوافع الاعضاء الاخرين من الانواع الاحيائية .
معياران اخران انبثقا من التحليل المنطقى :
- عمليه جوهرية قابله للتحديد او مجموعه عمليات : فى العلم الواقعى ، حالات ذكاء معينه تعمل فى البيئات الفنية ، نمطيا بالمشاركة مع حالات ذكاء عديدة أخرى . ومع ذلك لأغراض تحليلية ، من المهم ان تفرز القدرات التى تبدو انها مركزية او ( محورية ) كحاله معينه من قوى الذكاء . يحتمل ان تكن هذه القدرات قد تم تخفيفها عن طريق آليات عصبيه محددة وأطلقت بواسطة انماط من المعلومات المرتبطة سواء داخليه او خارجية . يفترض التحليل ان الذكاء اللغوى ، على سبيل المثال ، يتضمن عمليات جوهرية لتمييز الوحدات الصوتية فى لغة ما ، التحكم فى علم النحو ، الحساسية لاستخدام العمل للغة ، وتحصيل لمعانى الكلمات . أيضا أنواع الذكاء الأخرى لها مكوناتها من الخطوات أو العمليات مثل الحساسية للنطاق الواسع ، المحلى ، الفراغات ذات الثلاثة أبعاد ، أو ذات البعدين ( الذكاء المكانى ) ، وأوجه العمليات الموسيقية التى تتضمن درجه حدة الصوت ، الوزن أو الارتفاع ، النغمة التآلف الصوتى ( الذكاء الموسيقى).
يستثير وجود ما أطلقت عليه " حالات جوهر الذهن ( العقل ) " أو أنواع الذكاء الفرعية سؤالا مهما : هل هذه الحالات من جوهر أو لب الذهن – تسمى أحيانا أنواع الذكاء الفرعية – ترتبط بدرجة وثيقة كافية لضمان تجميعها تحت سبعه أو ثمانية عناوين عامه ؟ اعتقد ذلك ، حتى لو كانت هذه الحالات عمليا منفصلة كل منها عن الأخرى ، فإنها تتجه إلى أن تعمل كل منها مع الأخر ، ومن ثم تستحق إن توضع معا فى مجموعه أو فئة واحده بعبارة أخرى ، حتى إذا كان هناك بعض المبررات العلمية لعدم تجميع حالات الجوهر ( العمليات ) ، يوجد الكثير الذى يقال عن وضع عدد صغير من أنواع الذكاء .
- قابلية التأثر بخصوص الإشارات فى نظام الترميز : نحن نبذل ، بصفه خاصة فى العمل أو فى المدرسة ، الكثير من وقتنا فى التحكم والمناورة فى أنواع عديدة من نظم الرموز – اللغة المكتوبة أو المسموعة ، نظم الرياضيات ، الأشكال البيانية ، الرسومات ، المعادلات المنطقية وهكذا هذه النظم لم تحدث بصورة طبيعية ولكنها نتيجة تطوير – ولا تزال تتطور – بواسطة أفراد لتوصيل معلومات ذات معنى ثقافى بصورة نظامية وصحيحة . تاريخيا تبدو نظم الرموز أنها قد ظهرت على وجه الدقة لوضع تلك المعانى فى شكل رموز حيث تكون أنواع الذكاء البشرى شديدة التأثير بها واقعيا . بشأن كل حاله من أنواع الذكاء البشرى يوجد كل من نظم الرموز الشخصية ونظم الرموز المتجمعيه ، التى تسمح للافراد بالمرور عبر انواع معينه من المعانى . لذلك ، لان البشر بصفه عامة عزلوا الاحداث ورسموا استنباطات عنها ، فقد طورنا رموزا للغه
( الحروف ) ورموزا مصورة والتى يمكنها بسهوله التقاط معانى الأحداث . يبدو المخ الإنسانى انه قد تطور لتشغيل هذه الانواع من الرموز بكفاءة . بعبارة أخرى قد تكون نظم الرموز قد تطورت ، على وجه الدقة بسبب وجودها المسبق ، جاهزة لتتفق مع الذكاء أو أنواع الذكاء المرتبطة .
ç اثنان من المعايير أتيا من علم النفس التنموى :
- تاريخ تنموى مميز مع مجموعه من خبراء الأداء : الأفراد لا يظهرون ذكائهم أو حالات ذكائهم مقابل لا شيئ . أنهم يفعلون هذا عن طريق شغل مكانه ملائمة فى مجتمعهم ، والتى من اجلها يجب أن يكنوا مستعدين عن طريق المرور عبر عمليه تنموية ، غالبا طويلة وشاقه . جزئيا ، أنواع الذكاء لها تاريخها التنموى الخاص . ومن ثم ، فان الأفراد الذين يريدون أن يكونوا خبراء رياضيين يجب أن ينمو قدراتهم الرياضية المنطقية بطرق معينه . يجب أن يتبع الأفراد الآخرون مسالك تنموية متميزة ، لكى يصبحوا على سبيل المثال ، اختصاصيين فى العلاج الاكلينكى Clinicians مع ذكاء فى العلاقات بين الأشخاص جيد التنمية ، او موسيقيين مع ذكاء موسيقى جيد التنمية .
ويوجد ميل غير مستحب لخلط او دمج احدى أنواع الذكاء مع مجال هيمنه المجتمع . مثاليا ، يجب ان نتحدث عن تنمية اختصاصى الرياضيات فى مجال هيمنة المجتمع التى يطلق عليها الرياضيات بدلا من تنمية الذكاء الرياضى اذا كان على أن أعيد صيغه هذا المعيار اليوم سوف اتحدث عن تنمية الغاية الاجتماعية من الحالات التى تسرع حالات معينه من الذكاء . الاكثر من ذلك ، اننى سوف اؤكد على اهمية من افتراض متطور عبر الثقافات ، حيث ان احدى أنواع الذكاء قد يكتشف انها تجتمع فى ثقافات معينه تظهر ادوارا وقيما مختلفة جدا فى تنظمها الواقعية . على سبيل المثال ، كلا من اختصاصى العلاج الاكلينيكى فى الثقافة الأمريكية ، والدجال الذى يعالج المرضى بالسحر فى الثقافة القبيلية انواع الذكاء بين الأشخاص ، ولكن بطرق مختلفة ، والى حد ما لأغراض مختلفة.
- وجود الأبله العارف، الطفل المعجزة ، وبعض الأفراد الاستثنائيين او النادرين – كما قد لاحظت ، فى الحياة العادية تمزج انواع الذكاء بحرية ، مع تقريبا درجة من الحماس . ولذلك ، من المهم للباحثين بصفة خاصة ان يستفيدوا من تلك الأحداث فى الطبيعه مثل الصدمة النفسية السكته الدماغية ، التى تسمح لهم بملاحظة هويه وحالات ذكاء معينه فى تميز او بروز حاد معرفيا او فعليا . توفر الطبيعه فرصة اخرى لطالب الذكاءات المتعدد : الافراد الذين ليس بهم اى علامات اذى فى المخ موثقة ، يتمتعون باوجه ذكاء غير عادية . احد الامثله يتمثل فى " العالم The savant " الذى يظهر مجال قوة مذهله مع قدرات عادية اخرى او ربما نقائص لافته . الافراد الاجتراريين ( الاسترسال فى التخيل هربا من الواقع ) يعبرون عن مثال اكثر وضوحا ، حيث ان الكثير من الاطفال الاجتراريين متميزون فى اجراء العمليات الحسابية الرقمية ، الاداء الموسيقى او الرسم .وفى نفس الوقت يظهرون بوضوح كخاصية ضعف فى الاتصال اللغه والحساسية الى الاخرين . عمليا ، قد اقترح الباحثون حديثا ان الافراد الاجتراريين – مثل الاشخاص الذين يعانون من تلف كبير فى النصف الأيمن من المخ – قد يكون لديهم ضعف فى منطقة المخ التى تتحكم فى القدرة على فهم نوايا الأفراد الاخرين .
لحسن الحظ ، الطفل العبقرى ذلك الفرد الممتاز فى اداء معين وموهوب يكون على الاقل متوسطا فى المجالات الاخرى كما هو الحال مع الفرد الاجترارى ، فان الاطفال العباقرة يميون الى البروز فى المجالات التى تحكمها القواعد والتعليمات ، والتى تطلب خبرة اقل فى الحياه مثل الشطرنج ، الرياضيات ، الرسومات التصويرية ، واشكال اخرى من انماط المعرفة والابداع عادة يكون لدى الاطفال العباقرة مزايا وعيوب تصاحب حالاتهم الخاصة فى الحياة : قد يكونون قادرين على العمل بفاعليه مع الافراد الاكبر سنا ولكطنهم قد يكون لديهم صعوبه فى ارتباطهم بزملائهم على عكس الحكمة المأثورة معظم الأطفال العباقرة لم يصبحوا مخترعين عظام أو انتهوا إلى أفراد محطمين . ولكنهم أصبحوا خبراء فى مجال ما ، والذى يعتمد على حالة أو أكثر من أنواع الذكاء المتعدد ، ولكن من غير المحتمل أن يتركوا بصمه دائمة على العالم .
ç معياران الاخيران مصدرهما بحوث علم النفس التقليدى :
- تدعيم من مهام علم النفس التجريبى – يستطيع علماء النفس أن يلقوا الضوء على المدى الذى ترتبط به عمليتان كلا منهما بالأخرى ، وذلك بملاحظة مدى الجودة التى يستطيع بها الأفراد تنفيذ عمليتين فى وقت واحد اذا لم يتدخل احد الانشطة مع الاخر ، يستطيع الباحثون ان يفترضوا ان الانشطة تعتمد على مخ منقطع ( وحدات مستقله متميزة ) وقدرات ذهنية . على سبيل المثال ، الكثير منا لا يجد صعوبه فى المشى او التعرف على طريقة اثناء حديثنا او مناقشتنا ، انواع الذكاء المشاركة منفصلة أو متقطعة . على الجانب الأخر عادة نجد انه من الصعب جدا ان نتناقش بينما نحل الكلمات المتقاطعة أو نستمع إلى أغنية ، فى هذه الحالات نجد أن اثنين من مظاهر الذكاء اللغوى يتصارعان . يمكن عن طريق دراسات نقل ( عادة شئ جيد ) أو تدخل لا مبرر له ( عادة شيء سيئ ) الوصول إلى أنواع الذكاء المتقطع .
- التدعيم من نتائج القياس النفسى – منذ ابتكار نظرية الذكاء المتعددة كرد فعل للقياسات النفسية ، قد يبدو من الغريب رؤية دليل قياس نفسى يذكر فى هذه المناقشة الخاصة بالمعايير المدعمه . وواقعيا ، يمكن قراءة الكثير من ادلة القياس النفسى على انها نقد للذكاءات المتعددة ، لان هذه الادلة تفترض وجود كيان ايجابى واحد – ارتباط الدرجات بين مهام مختلفة .
ومع ذلك ، انه من الحكمة ان تأخذ نتائج القياس النفسى فى الاعتبار على سبيل المثال ، قد ادت دراسات انواع الذكاء اللغوى والمكانى الى الحصول على دليل مقنع بان هناك قوتان لهما فى احسن تقدير ارتباط ضعيف . الاكثر من ذلك لان علماء النفس قد وسعوا تعريفاتهم عن الذكاء ، وزودوا ادواتهم لقياسه فان دليل القياس النفسى الذى فى صالح الذكاء المتعدد يصبح حقا مشروعا . ومن ثم على سبيل المثال قد كشفت دراسات الذكاء الاجتماعى عن مجموعه من القدرات تختلف عن المعايير اللغوية وانواع الذكاء المنطقية . وبالمثل دراسات البناء الجديد للذكاء العاطفى – تقريبا مزيج من حالتين الذكاء الشخصى – قد أشارت بان هذه الظاهرة قد تكون مستقله تماما عن كيفية حصول المرء على درجات من بنود اختبار تقليدى للذكاء .
لم يمثل المعيار الذى قد قدمته فى عام 1983 الكلمة الاخيرة فى تعريف الذكاءات المتعددة . اليوم يجب ان اعرفه بطريقة مختلفة وسوف أركز كثيرا على الملائمة مع الدليل عبر الثقافة ، لايزال اخذها مجتمعه ( المعايير ) فانها تشكل مجموعه معقوله من العوامل تؤخذ فى الاعتبار عند دراسة المعرفة الانسانية . وبحق اننى اعتبر بناء هذه المعايير واحدة من الاسهامات الدائمة فى مجال نظرية الذكاءات المتعددة . ومن ثم فقد دهشت كثيرا لان المعلقين – سواء كانوا مع او ضد النظرية – نادرا ما لفتوا الانتباه الى المعايير . ربما لان المعايير تحتاج الى ادراك ذاتى لعدد من فروع المعرفة ومن ثم فانها تقع خارج دائرة اهتمام وخبرة الكثير من النقاد .
أنواع الذكاء السبع الأصلية:
فى كتاب Frames of mind اقترحت وجود سبع حالات ذكاء انسانى منفصلة . الاثنان الوليان – اللغوى Linguistic والمنطقى – الرياضى Logical – mathematical ، هما اللذان يخظيان بتقدير نمطى فى المدرسة يتضمن الذكاء اللغوى الحساسية إلى اللغة المسموعة او المقروءة ، القدرة على تعلم اللغات أو الاستعداد لاستخدام اللغة لتحقيق أهداف معينه .المحامون : المتحدثون ، الكتاب ، القراء من بين الأفراد وأصحاب الذكاء اللغوى المرتفع يتضمن الذكاء المنطقى – الرياضى القدرة على تحليل المشكلات منطقيا ، إجراء العمليات الحسابية ، ودراسة الموضوعات دراسة عمليه . يوظف الرياضيون وأصحاب المنطق والعلماء الذكاء المنطقى – الرياضى . ادعى piaget انه كان يدرس كل أنواع الذكاء ، ولكنى اعتقد انه عمليا كان يركز على الذكاء المنطقى – الرياضى . وجود مزيج من الذكاء اللغوى والذكاء المنطقى – الرياضى يعتبر جيداً للطلبة ولأى شخص أخر يتعرض لمواقف الاختبارات بصورة منتظمة عمليا ، بان معظم علماء النفس ومعظم العلماء الآخرين يظهرون مزيجا من الذكاء اللغوى والمنطقى يجعل من الصعب تقريبا تجنب ظهور مثل هذه القوة وهيمنتها على اختبارات الذكاء . اننى أتساءل عادة إذا كان من الممكن فصل مجموعه مختلفة من القوى إذا كان واضعوا الاختبار من دائرة الأعمال ، السياسيين أو العسكريين .
أنواع الذكاء الثلاثة التالية ملاحظة على وجه الخصوص فى الفنون على الرغم من أن كلا منها يمكن توظيفه فى استخدامات أخرى كثيرة يحتوى الذكاء الموسيقى musical intelligence على المهارة فى الأداء التأليف وتقييم الأنماط الموسيقية . فى رآيى الشخصى أن الذكاء الموسيقى تقريبا يوازى هيكليا الذكاء اللغوى ، ولا يهم علميا او منطقيا ان نطلق على شخص ما ( عادة لغوى ) انه ذكى والأخر ( عادة موسيقى ) انه موهبه يشتمل ذكاء الاحساس بحركة الجسم bodily intelligence – kinestheticعلى امكانية استخدام كل جسم الانسان او جزء من جسمه ( مثل اليد او الفم ) لحل المشكلات او منتجات جديدة . من الواضح ، ان الراقصين والرقصات الممثلين والممثلات والرياضيين يمثلون طليعة أصحاب ذكاء الاحساس بحركة الجسم ومع ذلك ، هذا النوع من الذكاء مهم ايضا لاصحاب الحرف ، الجراحين العملاء المعملين ،والميكانيكيين وكثير من المهنيين التقنيين ، معالم الذكاء المكانى Spatial intelligence تتمثل فى التعرف على انماط الفضاء الواسع والتعامل معها (على سبيل المثال البحارة والطيارون ) وايضا انمط من اماكن محصورة ( تلك التى تمثل اهمية بالنسبة للنحاتين ، الجارحين ، لاعبى الشطرنج فنانى الرسوم البيانية او المعماريين ) . ان الطرق واسعه المدى للذكاء المكانى تنتشر فى ثقافات مختلفة تظهر بوضوح ان امكانيات علم النفس البيولوجى يمكن تسريعه عن طريق المجالات التى تطورت لاغراض مختلفة .
فى القائمة الأصلية ، الحالتان الأخيرتان من الذكاء اللذان أطلقا عليهما أنواع الذكاء الشخصى اثارتا الدهشة والذهول . الذكاء الشخصى الخارجى الإجتماعى interpersonal intelligence إلى قدرة الفرد على فهم نوايا ، دوافع ، ورغبات الأفراد الآخرين ، ومن ثم ، يعمل بفاعليه مع الآخرين . يحتاج رجال البيع ، المدرسون ، اختصاصيو العلاج المعملى ، القادة الدينيون ، القادة السياسيون ، والممثلون إلى الذكاء الحاد بين الأشخاص .أخيرا ، الذكاء داخل الشخص ذاته interpersonal intelligence يتضمن القدرة على فهم الذات و او يكون لدية نموذج فعال للعمل – مشتملا على رغبات المرء الخاصة ، مخاوفه ، وقدراته – وان نستخدم هذه المعلومات لتنظيم حياه المرء الخاصة بفاعليه .
فى كتاب اطر العقل Frames of mind خصصت فصولا منفصله لكل من انواع الذكاء الخمس الأولى ، ولكنى عالجت انواع الذكاء الشخصى فى فصل خاص ، كما لو كان كتله واحده . لازالت اعتقد انه يكون من الاجدى لو جاء الحديث عن شكلين منفصلين من الذكاء الشخصى – وواقعيا ، العمل النفسى والتطورى قد ركز على التاريخ الطويل للذكاء بين الاشخاص ( فى حالة المقارنه مع الظهور الحديث نسبيا للذكاء داخل الشخص ذاته ، ربما فى ترابط مع الضمير الانسانى ) . فى المناقشة الاولية عن الذكاء داخل الشخص ركزت ايضا على اصوله فى الحياة العاطفية للشخص وتحالفها مع العوامل الوجدانية . استمر موقفى فى رؤية الحياة العاطفية كعنصر رئيسى فى الذكاء داخل الشخص ، ولكنى الان اؤكد على الدور المحورى للذكاء داخل الشخص فى قرارات الفرد فى مشوار حياتة . ايضا اعتبر الأوجه المتعددة العاطفية لكل حاله ذكاء بدلا من حصر العواطف فى حالة ذكاء شخصى واحد او اثنين . وقد توسعت بعد ذلك فى مناقشة الأهمية المتزايدة للذكاء داخل الشخص كمناهج حديثة فى القرن الواحد والعشرين .
منذ البداية ، اكدت على ان قائمة انواع الذكاء كانت مؤقته ، بمعنى ان كل حالة من انواع الذكاء شغلت مجالها الخاص او أنواع الذكاء الفرعية ، وان الاستقلالية النسبية لكل حالة ذكاء ، وطرق تفاعل انواع الذكاء احتاجت الى مزيد من الدراسة . منذ ظهور كتاب " اطر العقل " قد فحصت بدقة الاعمال التى قد تؤثر بقوة على تقسيمات انواع الذكاء المختلفة وما اذا كان هناك حالات ذكاء اضافية اخرى .
إننى مندهش انه على الرغم من أن النظرية قد أعلن عنها فى أوائل الثمانينيات (1980) وعلى الرغم من إننى قد تحدثت عنها مئات المرات منذ ذلك الحين ، فانه فقط فى عام 1997 تقريبا حين قدرت بالكامل قيمه جوهر طبيعة المطلبان أو الأمران الجوهريان حول الذكاء المتعدد ، تقدم هذه النظرية مطلبين مكملين . أولاً النظرية عبارة عن تقرير عن المعرفة الإنسانية فى تمامها – لقد وضعت مقدما أنواع الذكاء على أنها تعريف جديد للطبيعة البشرية من منظور معرفى ، بينما رأى سقراط الإنسان عل انه حيوان عاقل ، وركز " فرويد Freud " على عدم رشد المخلوقات البشرية ، فإننى " مع التجريب " قد وصفت المخلوقات البشرية على أنها كائنات حيه تمتلك مجموعه أساسية من سبعه ، ثمانية أو ستة من أنواع الذكاء . وبفضل التطور كل منا مزود بهذه القدرات الذهنية ، التى نستطيع تعبئتها وربطها طبقا لميولنا وتفضيلاتنا الثقافية .
إذا أخذنا هذا المنظور فى الاعتبار ، فانه يلزم دراسة كيف يمكن مقارنه أنواع الذكاء فى الكائنات الأخرى مع حالاتنا . الفئران ، على سبيل المثال ، قد تتفوق علينا فى ذكاء المكان ، وذكاء الإحساس بحركة الجسم على الرغم من انه قد يبدو إسناد آى ذكاء داخلى ذاتى محفوفاً بالمخاطر .بينما معالم حيوانات أخرى – وخاصة الشامبانزى سوف يكون اقرب إلينا .يمكن تطبيق التمرين أيضاً بالنسبة للآلات التى يطلق عيها الذكاء الصناعى . بينما برامج الذكاء الصناعى بدون شك تهزمنا منطقيا ، وقد تتغلب علينا سريعا فى حالة الذكاء المكانى واللغوى – فإننى انظر إلى فكرة أنواع الذكاء بين الأشخاص وإسنادها للإله باعتبارها " خطأ تصنيف " .
يمثل التعريف الواسع للكائنات الحية ( النوع ) احد المطالب الجوهرية حول حياه الذكاء الإنسانى ، ووجود الاختلافات الفردية فى معالم أنواع الذكاء تعبر عن المطلب الأخر . على الرغم من إننا جميعا نزوده بهذه الحالات من الذكاء كجزء من وجودنا ، فانه لا يوجد شخصان لهما نفس أنواع الذكاء بالضبط بنفس التركيب . وعموما ، تتشكل انواع الذكاء من الجمع بين الوراثة الجينية للشخص وظروف حياته فى ثقافة وعصر معين . على الرغم من ان نفس التوأمين اللذين يربيان فى نفس الرحم ونفس البيت ، ويشتركان بوضوح فى كثير من البيئة ، فإنهما لا يزالان مختلفين كل منهما عن الأخر بسبب حقائق حياتهما التى تؤكد عدم تطابق أبدانهم أو أمخاخهم وفى الواقع ، كثيرا من التوأم النمطيين يجاهدان بكل قواهما لان يكونا مختلفين .
المطلب الثانى – إن كل منا يمتلك مزيجا فريدا من أنواع الذكاء – يؤدى إلى التطبيق الأكثر اهمية للنظرية بالنسبة للألفية الثالثة . يمكننا أن نختار تجاهل التفرد أو الخصوصية ، ونجاهد من اجل تخفيضها . تحت اى ظروف ، دون ان نرغب فى أن نتبنى التركيز على الذات أو النرجسية ( حب الذات) فإننى افترض ان التحدى الكبير الذى يواجه الموارد البشرية يتمثل فى كيفية استثمار التفرد الممنوح لنا بصفتنا الإنسانية المزودة بحالات عديدة من الذكاء .
نقطة أخيرة ، التى سوف أعود لتكرارها كثيرا : انه من المغرى أن تفكر فى حالات معينه من الذكاء باعتبارها جيدة أو سيئة ، ومما لا شك فيه انه من الأفضل أن يكون لديكم المزيد من حالات ذكاء معينه ، بدلا ممن افتقاد تلك الحالات كليا أو جزئيا . ومع ذلك يجب أن أؤكد هنا أن إيه حاله من أنواع الذكاء لا تعتبر أخلاقية أو غير أخلاقية بذاتها . أنواع الذكاء ليس لها مشاعر أو أحاسيس حتى توصف بالأخلاقية او عدم الأخلاقية ، واى حاله ذكاء يمكن ان تستخدم للبناء أو الهدم والتخريب . لقد ركز كلا من " المهاتما غاندى " و " نيكولا ميكيافيللى " على أهمية فهم الناس الآخرين ، ومع ذلك فقد شجع غاندى الاستجابات المتعاطفة ، بينما وجه ميكافيلى ذكائه لخداع الآخرين . وهناك الكثير من الامثله من الشعراء والكتاب الذين يمتلكون ذكاء اللغة ، منهم من يستخدمها انشر الفضيلة ، ومنهم من يوجهها لزرع الرذيلة . من الواضح إننا يجب ان نناضل من اجل إثراء كلا من الذكاء والأخلاق ، وان نجمع بينهما بقدر مل نستطيع لنشر الفضيلة ولكن من الخطأ المدمر الا نفرق بينهما . لان الاستخدام الايجابى الجيد لأنواع الذكاء لا يحدث صدفة . ان تقرير كيفية انتشار حالات ذكاء المرء مسأله تتعلق بالقيم ، وليست مسأله حسابية .