كثر الحديث حول الحياة المدرسية ومجالاتها في الأدبيات التربوية المتعددة: من "الميثاق التربوي للتربية والتكوين"،
مرورا "بالمخطط الاستعجالي" و آخرا وليس أخيرا نجد "الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030" تركز عليه في تفعيل و
تقعيد " دعاماتها" دون إغفال " التدابير ذات الأولوية " وغيرها...
فما المقصود بالحياة المدرسية ؟
وما أدوارها ؟
ماهي خصائصها ؟
الحياة المدرسية
تعريف
تعتبر الحياة المدرسية صورة مصغرة للحياة الاجتماعية في أماكن وأوقات مخصصة للتنشئة التربويى الشاملة ،لشخصية المتعلم ,عبر أنشطة تفاعلية متنوعة يكون المشرف عليها هيأة التدريس والإدارة ,كما يساهم في تنشيطها مختلف الشركاء...
فهي بهذا المعنى: الحياة التي يعيشها المتعلمون والمتعلمات في جميع
الأوقات والأماكن المدرسية ( اثناء حصص الدرس,الاستراحة,المطعم...) بهدف تربيتهم من خلال جميع الأنشطة المبرمجة التي تراعي جوانب شخصياتهم المختلفة: المعرفية والوجدانية والحس حركية .دون إغفال أدواركافة الفرقاء والشركاء المعنيين.وذلك من خلال انفتاح المؤسسة على محيطها الخارجي باعتباره امتدادا طبيعيا لها...دون أن مساس
هذا الانفتاح بجوهر مهمة المدرسة المتمثل في التربية والتكوين...
أدوار الحياة المدرسية:
حتى يتسنى تحقيق مواصفات المتعلمين عند نهاية الأسلاك التعليمية , وتحقيق الكفايات المحددة في المنهاج, صار من اللازم على المدرسة الاضطلاع بأدوار جديدة , وتقديم خدمات تربوية منسجمة مع التربية الحديثة...خدمات تراعي خصوصيات جميع الفئات العمرية.ولهذه الغاية حدد الميثاق الوطني للتربية والتكوين مواصفات المدرسة الوطنية المغربية الجديدة كما يلي:
* مدرسة مفعمة بالحياة : بما يجعلها قادرة على تجاوز التلقي السلبي إلى التعلم الذاتي واقدار
متعلميها على الحوار والمشاركة والاجتهاد الجماعي...
* مدرسة منفتحة على محيطها :عبر نسج علاقات جديدة للمؤسسة بمحيطها ,و استحضار
المجتمع في قلب المؤسسة...
...ومن خلال العلاقة التفاعلية الجديدة , أصبح لزاما على المدرسة الارتكاز على مقومات جديدة :
الاعتناء بفضاءات المؤسسة وتأهيلها.
- التربية على الممارسة الديمقراطية وتكريس النهج الحداثي التنويري.
- تكريس المظاهر السلوكية الايجابية.
جعل المتعلم في قلب الاهتمام و التفكير والفعل.
تنمية الكفايات والمهارات والقدرات للمرتفقين والمرتفقات بهذا المرفق العمومي الحيوي..
اعتماد المقاربة التشاركية ومقاربتي الجودة والتقويم الأداتي.
الاستمتاع بحياة التلمذة وجعلها فترة للترقي العلمي والتكويني.
الوظائف الموكلة للمدرسة:
1- ترسيخ القيم والهوية الإسلامية والوطنية والانفتاح على القيم الاخلاقية الكونية
.2- التعليم والتكوين.
3- التأهيل والتكوين.
4- الاندماج الاجتماعي...
وتعمل المدرسة على الاضطلاع بهذه الوظائف والمهام عبر مجموع الأنشطة التي تروجها الحياة المدرسية ,ويمكن تصنيف هذه الأنشطة إلى نوعين :
1 – الأنشطة الصفية : أنشطة موزعة بحسب المواد الدراسية التي تنجز من طرف مدرس القسم أو المادة في إطار
وضعيات تعليمية-تعلمية معتادة , داخل الحجرة الدراسية أو خارجها...وفي بيئة آمنة.......
2 – الأنشطة المندمجة :
أ- أنشطة التفتح :
- أنشطة التربية الصحية والبيئية والتربية على التنمية المستدامة.
- أنشطة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان...
- أنشطة التربية على القيم الإسلامية.
- الأنشطة الرياضية المدرسية.
- الأنشطة الثقافية والفنية والإعلامية.
- أنشطة تكنولوجيا الإعلام والاتصال والتواصل.
ب- أنشطة الدعم :
* الدعم الاجتماعي-المادي .
* الدعم النفسي .
* الدعم التربوي.
ج- أنشطة التوجيه التربوي : تهدف إلى مواكبة المتعلمين والمتعلمات وتيسير نضجهم وميولهم وملكاتهم واختياراتهم
التربوية والمهنية المستقبلية , وإعادة توجيههم كلما دعت الضرورة إلى ذلك...
آليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية :
هي مجموع البرامج والتدابير التربوية التي تؤدي إلى انجاز الأنشطة وفق مخططات عمل محددة بغية بلوغ نتائج منتظرة ,
وذلك في إطار مشاريع متكاملة ومنسجمة تفاديا للموسمية والتشتت والارتجال والتخبط...
1 – على صعيد المؤسسة :تفعيل مقاربة العمل بالمشروع
- المشروع الفردي للمتعلم-
- مشروع القسم –
- مشروع النادي التربوي –
- المشروع الرياضي للمؤسسة –
- مشروع المؤسسة.
2 – على صعيد المصالح الإقليمية والجهوية والمركزية :
تفعيل آليات الدعم والتتبع –
تكوينات: حضورية وعن بعد –
منتديات محلية، إقليمية وجهوية –
مسابقات متنوعة...
3– على الصعيد الوطني :
تكوين الأطر وتوفير الكوادر الفاعلة –توفير الظروف المادية والمالية...