الفارقية وعلم النفس الفارقي
محاور العرض
◄الفوارق الفردية...تقديم
◄تعريف الفوارق الفردية
ومجالاتها
◄علم النفس الفارقي
...الرواد...التطور
◄علم الاجتماع الفارقي
◄تجارب بيداغوجية فارقية
◄نظرية الذكاءات المتعددة
◄تعريف البيداغوجيا الفارقية
◄التفريق البيداغوجي وأشكاله
العامة
◄شروط ضرورية لتطبيق الفارقية
◄أشكال عمل لتفعيل الفارقية
تقديم:
v
ذكر افلاطون في كتابه الجمهورية أنه لم يولد أثنان متشابهان بل يختلف كل
فرد عن الآخر في المواهب الطبيعية فيصلح احدهما لعمل ما بينما يصلح الثاني لعمل
آخر .
v
نسب أرسطو الفروق بشكل جزئي إلى العوامل الفطرية .
v
والإسلام يعترف بالفروق الفردية بين الناس وأن لكل فرد طاقته واستعداده
وقدراته، ولم تكن أمراً مبتكراً للتربية المعاصرة بل أشار إليهـا ديننا وطبقهـا
نبينا صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح .
v
إلا أن هذه الملاحظات لم تصبح علما له أصوله و مناهجه في الدراسة و
التحليل، إلا حينما خضعت هذه الفروق للقياس الدقيق ابتداء من أواخر القرن التاسع
عشر.
تعريف الفروق الفردية:
يشير مصطلح الفروق الفردية إلى تلك الاختلافات والتباينات والتمايزات
التي يتميز بها كل فرد عن غيره من الناس، إذ يكاد يكون من المحال وجود شبيهين في
كل شيء، وهذا الاختلاف والتمايز بين الأفراد أعطى الحياة معنى، وجعل للفروق
الفردية أهمية في تحديد وظائف الأفراد، بل عد البعض ذلك من أسباب التوازن الذي لا
تستقيم الحياة بدونه.
ويقول الأصمعي : "لن يزال الناس بخير ما تباينوا، فإذا تساووا هلكوا".
والفصل الدراسي، كفضاء للعيش المشترك لمجموعة من المتعلمات
والمتعلمين، يشكل مجالا خصبا لبروز كل أنواع الفروق والاختلافات، والتي لا يستقيم
الفعل التعليمي / التعلمي ولا يحقق أهدافه وغاياته المختلفة، إلا باستحضارها أثناء
كل العمليات والإجراءات المصاحبة له.
يمكن
تعريف الفروق الفردية إذن :
بأنها التباينات التي
تحدث بين الأفراد في قدراتهم العقلية
وخصائصهم بسبب اختلاف
ظروفهم البيئية والاجتماعية والنفسية،
كما تعرف بكونها:
"تلك الانحرافات
الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة، وهي مقياس علمي لمدى الاختلاف
القائم بين الناس في صفة مشتركة".
إن وجهة النظر المتفق عليها الآن بين العلماء
والمختصين هي ان الفروق الفردية إنما تعد نتاج التفاعل بين العوامل البيئية
والعوامل الوراثية, ويمكن تحديد أوجه هذا التفاعل في:
q
استعدادات الفرد وإمكانياته, وتمثل الجانب الوراثي.
q
الخبرات أو الممارسات التي يمر بها الفرد, وتمثل الجانب البيئي.
q
درجة الدافعية لدى الفرد حيث تعمل على التقاء وتفاعل استعداداته وإمكانياته
مع ظروف البيئة المحيطة به.
مجالات الفروق الفردية:
أ- المجال
الفيزيولوجي:
لهذه الفروق الفردية على المستوى
الفيزيولوجي آثار مهمة على صورة الذات، وهي صورة تتفاعل بشكل كبير مع مستوى
التعلم.
ب - المجال المعرفي:
يمكن تلخيص تلك الفروق من خلال الخطاطة التالية:
ج - المجال الوجداني:
وتتوزع الفروق الفردية في المجال الوجداني بحسب التقسيمات التالية:
د - المجال السوسيو- ثقافي
يمكن تعريف الفروق الفردية إذن :
بأنها التباينات التي
تحدث بين الأفراد في قدراتهم العقلية
وخصائصهم بسبب اختلاف
ظروفهم البيئية والاجتماعية والنفسية،
"تلك الانحرافات
الفردية عن المتوسط الجماعي في الصفات المختلفة، وهي مقياس علمي لمدى الاختلاف
القائم بين الناس في صفة مشتركة".
أ- المجال
الفيزيولوجي:
ب - المجال المعرفي:
ج - المجال الوجداني:
د - المجال السوسيو- ثقافي
الفوارق الفردية
ولعلنا نجد أنفسنا
أمام علاقات المعقدة للفروق الفردية سواء
من خلال تناولها من منطلق علم النفس الفارقي أو علم الاجتماع الفارقي أو نظرية الذكاءات المتعددة من جهة أو من خلال التعاطي البيداغوجي
معها باعتبار البيداغوجيات الحديثة وخصوصا البيداغوجيا الفارقية عبر التفريق البيداغوجي
وآلياته
إن الترسيمة أعلاه
تتطلب منا الحديث ،عند تناول موضوع الفروق الفردية، الحديث عن علم النفس الفارقي
وعن نشأته ورواده...وما المقصود بعلم الاجتماع الفارقي ؟ وهل من تجارب فارقية في
التدريس عبر التاريخ ؟
تعريف علم النفس الفارقي
علم النفس الفارقي:
فرع من فروع علم
النفس، يهتم بوصف وتفسير ظاهرة الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات عن طريق
استخدام وسائل علمية وموضوعية.
لقد انطلق علم النفس
الفارقي من حقيقة مفادها أن الأفراد لا يتشابهون أبدا حتى ولو توفروا من الناحية البيولوجية على نفس الرصيد الوراثي، فالفوارق
تطال حتى التوائم المتطابقة.
"إن مجرد حدث وحيد
عابر قد يغير مجرى حياة الفرد، فما بالنا إذا علمنا أن الأفراد يمرون بتجارب
وخبرات لاحصر لها، لا بد أن يكون لها أثر على شخصياتهم." (الدليل البيداغوجي 2009، ص:29)
لذلك يركز علم النفس
الفارقي على دراسة الفروق والتمايزات بين الأفراد والجماعات والسلالات والأجناس،
محاولا الوقوف على أسباب تلك الفروق وطريقة بروزها والعوامل المؤثرة فيها، ويستخدم
علماء النفس في هذه الدراسة الاختبارات والمقاييس السيكولوجية المختلفة لقياس
الذكاء والقدرات العقلية المختلفة.
نشأة علم النفس الفارقي...الرواد...التطور
يمكن الحديث عن نشأة
علم النفس الفارقي من خلال تراكم العديد من الأحداث والمواقف البحثية عبر التاريخ
من خلال التأكيد على ما يلي:
حركة قياس الفروق الفردية لم تبدأ على أيدي
رجال علم النفس ولكن بدأت على أيدي علماء الفلك .
اهتم بيزل (عالم فلكي) بقياس ما عرف باسم ”
المعادلة الشخصية للملاحظين المختلفين ”.
التي كان هدفها :تصحيح الفروق في الثواني بين تقدير
الملاحظين وبذلك فهي أقرب ما يكون من مفهوم الخطأ الثابت في الفروق السيكوفيزيقية
.
لم يكن هدف علماء النفس التجريبيون الأوائل
قياس الفروق الفردية وكان ظنهم السائد انها أخطاء ، وأهتموا بدراستها للتخلص منها
والوصول إلى صياغة معممة للسلوك الإنساني أو قانون عام يصف السلوك الانساني وكان
هذا إتجاه ( فونت ) .
أنشأ ( فونت wundt) أول معهد
في علم النفس في ليبزج عام1869 م .
كان (سير فرانسيس جالتون) تلميذ (فونت)
العالم البيولوجي أول من بدأ في شق الطريق لحركة قياس الفروق الفردية على أسس
سليمة .
اهتم
غالتون بالبحث في الوراثة والعوامل الوراثية وتبين من خلال أبحاثه حاجته
إلى قياس الخصائص التي يتشابه فيها الأقارب ويختلفون فيما بينهم مع غيرهم من الناس
.
ساهم بكمية كبيرة من المعلومات عن الفروق
الفردية وأعد عدداَ كبيراً من الاختبارات لا زالت تستخدم حتى اليوم ...الروائز
....
أنشأ سنة 1882م معملاً لعلم النفس وفيه أمكنه
قياس حدة البصر والسمع والقوة العضلية وزمن الرجع ووظائف حسية حركية.
كانت لـه
الريادة في تطبيق مناهج الاستبطان والمقياس المتدرج وكذلك استخدام منهج التداعي
الحر.
كان لـه جهد كبير في تطوير الطرق الإحصائية
لتحليل البيانات عن الفروق الفردية بحيث يمكن أن يعالجها أي باحث غير متدرب
رياضياً .
أكمل ( ماكين كاتل) دراسة الفروق الفردية في زمن الرجع وتعاون معه (غالتون)
في عام 1895م قدم ( بينيه و هنري ) مقالة بعنوان (علم النفس الفردي)
قدما فيه أول تحليل منظم لأغراض ومجال ومناهج علم النفس الفارق .
في عام 1900م ظهر كتاب ( علم النفس الفارقي) للعالم (شترن)
وصف بيني Binetعشرة أنواع من الإختبارات التي تكشف عن أوسع قدر من الفروق الفردية.
فى الفترة ما بين الحربين العالميتين تقدمت
حركة قياس الفروق الفردية, فلم تعد قاصرة على قياس الفروق الفردية فى الذكاء
ولكنها إمتدت إلى الفروق الفردية فى القدرات الخاصة.أي قياس العمليات العقلية المعقدة-
اللغة،التفكير،التحليل،الإستدلال،التذكر..
وإجمالا لكل ما سبق أقول:
o
بأن الدراسات في علم النفس الفارقي قد تطورت فأنتجت :
اختبارات قياس القدرات الخاصة:لمواجهة احتياجات القبول
بالجامعات والمهن المختلفة, مدنية وعسكرية....وقد شملت اختبار القدرة اللفظية
والقدرة المكانية والقدرة الحسابية والقدرة العددية
اختبارات الشخصية: لم يقتصر قياس الفروق
الفردية على الذكاء والقدرات الخاصة بل امتد ليشمل اختبارات الشخصية كاختبار هارتشورن ومايو لقياس السمات الخلقية والأمانة
لدى الأطفال و اختبار بقع الحبر لرورشاخ واختبار تكملة الجمل للساكس .....
اهتمت جل الدراسات بالتوجيه المدرسي،المهني، التأخر
الدراسي،العبقرية،قياس الذكاء، السيرورات العليا...
علم الاجتماع الفارقي
علم الاجتماع
الفارقي:
علم يختص بدراسة وتفسير الفروق والتمايزات
التي تنشأ بين الأفراد بفـعل تفاعلهم داخل المحيــط، والعلاقات الاجــتماعية التي
تنـشأ بينـهم، كما يسعى إلى الكـــشــف عن العوامل والأسباب المتحكمة في بروز هذه
الفروق، فـمحور الاهـتمام الأساسي لعـلم الاجـتـمـاع الفارقي هو الفرد بصفته
الاجتماعية.
وتتجلى الأدوار
الأساسية التي يستهدفها علم الاجتماع الفارقي في :
•
دراسة العلاقات الاجتماعية وأنماط التفاعل الاجتماعي وأثر ذلك في
تكوين شخصية الفرد وقدراته الذاتية؛
•
دراسة تأثير التفاعلات الاجتماعية على شخصية الفرد وتصرفاته؛
•
دراسة الثقافة الاجتماعية بمكوناتها المختلفة وأثرها في إبراز
الاختلافات والتمايزات الفردية؛
•
دراسة الآثار الناجمة عن التصدع الأسري وانعكاساتها على شخصية الفرد
تجارب بيداغوجية فارقية
عرف التاريخ
مجموعة من التجارب البيداغوجية التي ثمنت الفروقات الفردية وأخذتها بعين الاعتبار
حيث إنها قد شكلت سبقا تربويا بامتياز. ونجد منها:
•
طريقة دالتون : Le
plan Dalton :
عرفت هذه التجربة
بنظام دالتون نسبة للضاحية التي وقعت فيها (DALTON) وتوجد في مدينة MASSACHUSETTES
في الولايات المتحدة
الامريكية. وذلك ما بين سنة 1910 إلى سنة 1920 من قبل المربية HELENE
PARKUREST وتقوم هذه التجربة على المبادئ التالية :
- منح كل تلميذ فرص العمل
والتقدم في البرنامج حسب قدراته الحقيقية ( مراعاة صعوباته الذاتية / مراعاة نسقه
الخاص في التعلم ... )؛
- إيصال كل التلاميذ إلى
اهداف مشتركة؛
- اعتماد مبدإ التعاقد في
العمل بين كل من التلميذ والمعلم؛
ويقع تنظيم العمل حسب النظام التالي بعد
تقسيم التلاميذ إلى أفواج حسب حاجاتهم أو صعوباتهم :
الفترة الأولى : تحديد الأهداف وأساليب
العمل.
الفترة الثانية : عمل ضمن الورشات ( مختلف
المواد أو المحتويات ).
الفترة الثالثة : مناقشة الصعوبات والحلول.
•
التعلم الإفرادي : مدرسة MAIL
بجينيف ( سويسرا ) :
وهي تجربة
استـوحـاها المربي ROBERT DOTTRENS من التجـربة السـابقة وقد قام بها في مدرسة
ابتدائية سنة 1936 مـحاولا التوفـيق بين التعـليم الـجمعي (Enseignement Collectif) والتعـليم الافـرادي (Enseignement Individualisé
وتقوم هذه التجربة
على الخطوات التالية :
-
إلقاء الدرس على كافة تلاميذ الفصل من قبل المعلم أو الأستاذ؛
-
إجراء تقييم أولي تشخيصي ذي طابع تكويني؛
-
عمل فردي (إصلاح الأخطاء / دعم المكتسبات ... )؛
-
تقييم المكتسبات الحاصلة من قبل المعلم قصد أخذ القرارات الملائمة؛
-
عمل فردي انطلاقا من مدونة الفصل ( Le
fichier de la classe ).
وتحتوي هذه
المدونة على مجموعة من التمارين المتنوعة نذكر منها :
-
تمارين دعم تتصل بنوعية أخطاء التلاميذ ( Fiches de
récupération
).
-
تمارين للتكوين وإثراء المكتسبات ( Fiches
d'enrichissement
).
-
تمارين ووضعيات للتعلم الذاتي ( Fiches
d'auto-instruction