مواضيع وعروض تربوية _1
يشرفنا في موقع تربويات المغرب أن نقدم لزوارنا الكرام وزائراتنا الكريمات مجموعة متنوعة من العروض التربوية الهامة وتهم هذه العروض التربوية والمواضيع النظرية والتطبيقية نظريات التعلم وتطبيقاتها العملية ، مستجدات التربية والتكوين ببلادنا والعالم، التكنلوجيات الحديثة وتنزيلها في البيئة التعليمية-التعلمية، دلائل تربوية بيداغوجية متنوعة وغيرها من المواضيع التربوية والمستجدات... فبرحبا بكم معنا وإبحارا تربويا ممتعا.
الجزء الأول: نظريات التعلم وتطبيقاتها العملية
1- نظريات التعلم - النظرية البنائية:
هي النظرية البنائية أو نظرية النمو المعرفي، مؤسسها جون بياجيه رغم أن جذورها تعود إلى مجموعة من الفلاسفة والباحثين كسانت أوغوستان الذي يقول بأنه ” يجب الاعتماد على الخبرات الحسية عندما يبحث الناس عن الحقيقة ” وباستالوزي الذي أكد على ضرورة اعتماد الطرق التربوية على التطور الطبيعي للطفل وعلى مشاعره وأحاسيسه مبرزا دو الحواس في التعلم بتعاملها مع المحيط.
وتعبر البنائية أن المعرفة تُبنى بصورة نشطة على يد المتعلم ولا يستقبلها بصورة سلبية من البيئة.
أسس و مبادئ التعلم في النظرية البنائية :
1ـ يبني الفرد المعرفة داخل عقله ولا تنتقل إليه مكتملة.
2ـ يفسر الفرد ما يستقبله ويبني المعنى بناء على ما لديه من معلومات.
3ـ للمجتمع الذي يعيش فيه الفرد أثر كبير في بناء المعرفة.
4- التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع .
5– الاستدلال شرط لبناء المفهوم : المفهوم لا يبنى إلا على أساس استنتاجات استدلالية تستمد مادتها من خطاطات الفعل .
6- الخطأ شرط التعلم : إذ أن الخطأ هو فرصة وموقف من خلال تجاوزه يتم بناء المعرفة التي نعتبرها صحيحة.
7- الفهم شرط ضروري للتعلم.
8- التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين .
9- التعلم تجاوز ونفي للاضطراب.
مراحل النمو عند بياجيه:
المرحلة حس حركية
المر حلة ما قبل العملياتية
مرحلة التفكير الواقعي المادي
مرحلة التفكير المجرد
2- نظريات التعلم - النظرية السوسيوبنائية:
مؤسسها فيكوتسكي تسمى أيضا النظرية الاجتماعية وترى أن المعارف يتم بناؤها اجتماعيا بشكل تبادلي عكس البنائية التي ترى أن التعلمات يبنيها الفرد ذاتيا دون تدخل الغير، كما أنها تؤمن بأن التعلمات تبنى من الجزء إلى الكل عكس الجشطلتية .
أسس ومبادئ النظرية السوسيوبنائية:
الانسان اجتماعي بطبعه، وبالتالي فالتعلم في وسط المجموعة أفضل بكثير من التعلم الفردي.
التعلم يقوم على الصراع المعرفي لدى المتعلم (كما هو عند النظرية البنائية.
المعارف تبنى اجتماعيا من خلال بناء المعرفة بالارتكاز على التفاعل الاجتماعي.
رغم أن النظرية السوسيوبنائية تحث على العمل والتعلم في إطار المجموعة (في اطار اجتماعي) ، الاّ أنها تقر أيضا على أن المتعلم في كل مساره التعليمي يبني تعلماته بنفسه بشرط أن يكون ذلك في إطار التفاعل مع المحيط السوسيولوجي.
تعلم المتعلم في إطار الوسط الاجتماعي يتم عبر تواصله مع الراشدين والبالغين من الأقران وباقي المتوفقين.
المقاربة السوسيوبنائية، تنطلق من ثلاثة أبعاد أساسية:
1- البعد البنائي لسيرورة تملك المعارف وبنائها من قبل الذات العارفة.
2- البعد التفاعلي لهذه السيرورة نفسها، حيث الذات تتفاعل مع موضوع معارفها، والمراد تعلمها.
3- البعد الاجتماعي (السوسيولوجي) للمعارف والتعلمات حيث تتم في السياق المدرسي (وضعيات)، وتتعلق بمعارف مرموزة من قبل جماعة اجتماعية معينة. وعليه فإن المقاربة السوسيوبنائية هي مقاربة بنائية تفاعلية اجتماعية
--------------------------------------------
التعلم عند “فيكوتسكي” يتحقق من خلال لحظتين حاسمتين :
اللحظة الأولى: وتمثل زمن تدخل الراشد أو المعلم لإطلاق شرارة التعلم الذي يعجز التلميذ عن تدشينه بمفرده، فإذا اختار الراشد الوقت المناسب وكان فعله مناسبًا، فإن الطفل يتمكن من الاشتغال منفرداً بتوظيف مكتسباته.
اللحظة الثانية: وتسمى لحظة النمو المتمثلة في تدخل السيرورات الفردية الداخلية في عملية استبطان المقولات الاجتماعية، الثقافية والمهارات والمعارف لتستوعبها داخليا.
ويميز “فيكوتسكي” بين مستويين من الذاكرة عند الأطفال،:
الذاكرة الطبيعية: وهي المشترك بين جميع الأطفال والأفراد قبل انخراطهم في النشاط الاجتماعي والثقافي سواء داخل المدرسة أو خارجها، لا تعتمد الوسائط الثقافية ما دامت لم تستضمر بعد مقولات الخارج، ولم تستدخل أية قيم أو معارف.
والذاكرة ذات الوسائط العليا، وهي أكثر تطوراً من الأولى باعتبارها تنخرط ضمن الوظائف العقلية المتقدمة والمعتمدة على المقولات الثقافية المخزنة، وتظهر عند الأطفال الذين تتاح لهم فرص التفاعل مع الراشدين المتمرسين
----------------
النظرية السوسيوبنائية تستثمرها طريقة مونتيسوري والطريقة السنغافورية في تدريس الرياضيات والعلوم عبر النمذجة وأيضا تستثر في إطار البيداغةجيا أو التعليم الصريح ...