مواضيع وعروض تربوية _2
يشرفنا في موقع تربويات المغرب أن نقدم لزوارنا الكرام وزائراتنا الكريمات مجموعة متنوعة من العروض التربوية الهامة وتهم هذه العروض التربوية والمواضيع النظرية والتطبيقية نظريات التعلم وتطبيقاتها العملية ، مستجدات التربية والتكوين ببلادنا والعالم، التكنلوجيات الحديثة وتنزيلها في البيئة التعليمية-التعلمية، دلائل تربوية بيداغوجية متنوعة وغيرها من المواضيع التربوية والمستجدات... فبرحبا بكم معنا وإبحارا تربويا ممتعا.
الجزء الثاني: نظريات التعلم وتطبيقاتها العملية
نظريات التعلم - النظرية السلوكية:
مؤسسها جون واطسون الذي تأثر بأفكار ثورندايك صاحب النظرية الارتباطية (يرى أن التعلم هو إنشاء روابط وعلاقات بين الأعصاب الداخلية التي يثيرها المثير والمنبه وبين الأعصاب الحركية التي تنبه العضلات فتعطي استجابات حركية).
مرت السلوكية من ثلاث مراحل:
مرحلة ما قبل السلوكية: مرحلة نظرية جون لوك صاحب نظرية تداعي الأفكار الذي يقول بأن العقل البشري صفحة بيضاء وإن العلم تكتسب ولا شيء اسمه التعلم الفطري.
مرحلة السلوكية: وهي الرئيسية وتؤمن السلوكية بأن كل سلوك هو بمثابة استجابة مثير وأن كل سلوك فهو يتم تعلمه، والسلوك السوي تم تعلمه بطريقة صحيحة بينما السلوك غير السوي يجب البحث عن موطن الخطأ لتصحيحه.
السلوكية هي في الأصل مجموعة من نظريات جزئية نذكر أبرزها:
نظرية الإشراط الكلاسيكي لبافلوف: حيث قام بتجاربه على الكلب حيث انتقل من المثير الطبيعي الذي يسيل لعاب الكلب وهو الطعام إلى المثير الإشراطي الذي هو الحرس المقترن بتقديم الطعام...
نظرية الإشراط الإجرائي لسكينر الذي قام بتجربة على حمامة وضعها فس قفص وبجانبها زران أحمر وآخر أخضر... فإذا شعرت الحمامة بالجوع بدأت تنقر وإذا نقرت بالصدفة على الزر الأحمر تكافأ وتحصل على طعام من باب يفتح.. وإذا نقرت على الأخضر لا يفتح أي باب,, فيقول بأن التعلم يتم عن طريق المحاولة والخطأ
نظرية الارتباطية لثوندايك والذي قام بها على قط وضعه في قفص وبجانبه حبل أو خيط مع زر فينجح القط بعد محاولات كثيرة من الخروج من القفص للوصول إلى الطعام الذي يوجد خارج القفص بعدما يشم رائحته، فيقيس ثورندايك المدة التي يستغرقها القط في كل مرة فيلاحظ أنه كلما تكررت التجربة كلما أسرع القط في الخروج من القفص.. فيؤكد أن التعلم يتم بالمحاولة وكثرة التكرار.
النظرية السلوكية للأب الروحي للسلوكية: قام جون واطسون بتجربة اشتهر بها حيث أخد طفل عمره لا يتجاوز العشرة أشهر ووضع معه فأرا أبيض ، فبدأ الطفل يلعب مع الفأر حتى ألفه ، وفي المرحلة الثانية بدأ جون واطسون يصدر صوتا يخيف الطفل كلما حاول التقرب من الفأر ، ومع تكرار نفس الفعل بدأ الطفل يخاف من الفأر الابيض وكلما رآه يبدأ بالصراخ معتقدا أن ذاك الفأر هو من يصدر ذاك الصوت المفزع . واشتهر بقولته ” لو وضع تحت تصرفي إثنا عشر طفلا رضيعا يتمتعون بصحة جيدة وبنية سليمة ، وطلب مني أن اعلمهم بالطريقة التي اعتقد انها المثلى للتعلم ، فإنني قادر على تعليم أي من هؤلاء الاطفال بطريقتي هذه ، بحيث يصبح مختصا في المجال الذي اختاره له ، كأن يكون طبيبا أو محاميا أو فنانا أو رجل أعمال ، بغض النظر عن مواهبه أو اهتماماته أو ميوله أو قدرته أو مهنة آبائه وأجداده ، أو الجنس الذي ينتمي اليه ” .
مبادئ واستراتيجيات التعلم في النظرية السلوكية:
•الدافعية: الرغبة في التعلم؛
•التعزيز: التثبيت وهو عكس الانطفاء
قصور السلوكية:
•تنكر الخبرات الذاتية لأنها تؤمن بأن الطفل يولد صفحة بيضاء ويتلقى المثيرات للتعلم؛
•تقوم بتجاربها أولا على الحيوانات...؛
•تجعل المتعلم متلقيا سلبيا فقط يستقبل المثيرات
نظريات التعلم - النظرية الجشطلتية:
مؤسسها ماكس فيرتيمر وطورها كوفكا و يركزان على أن التعلم يتم عن طريق الإدراك والفهم، تفكيك الكل إلى أجزاء وفهم العلاقة بينها.
ويوجه الجشطالتيون انتقادا صريحا للسلوكيين الذين اتخذوا من الحيوان نموذجا لتجاربهم والذي لا ادراك له ولا يعلم الهدف من تعلمه.
فالجشطلت يقولون بأن التعلم يتم عن طريق إدراك الفرد للموضوع موضوع التعلم وتفكيكه إلى أجزاء لفهم الأجزاء والعلاقة فيما بينها.
لذلك نجد بعض المفاهيم تتكرر لدى الجشطلت وتعنى بالفهم والإدراك:
الاستبصار: وهو الفهم التحليلي لكل الأجزاء التي من خلالها يمكن للمتعلم فهم كل الابعاد و الترابطات الحاصلة بين اجزاء الجشطلت.
البنية: معرفة الصيغ التنظيمية التي تحكم بنية الجشطلت (الصورة أو الموضوع).
إعادة التنظيم: حسب النظرية الجشطالتية فبناء التعلم يتطلب إعادة هيكلة الفعل التعليمي وتنظيمه ، من أجل تجاوز مكامن الغموض والتناقض.
الانتقال : هو تعميم الموقف على موافق مشابهة.
الدافعية الأصلية: المقصود بالدافعية هو وجود دافع ذاتي داخلي يدفع المتعلم الى الرغبة في التعلم ، وبدونها لن يتحقق التعلم الحقيقي.
مبادئ التعلم في النظرية الجشطلتية:
” الوعي بالتعلم فعل إنساني ، أما الحيوان فليس له أدنى فكرة عن السبب الذي من أجله يتحول سلوكه … إنه يتعلم بطريقة عمياء ” كورت كوفكا ، وفي قولته هذه يوجه كورت كوفكا انتقادا مباشرا للنظرية السلوكية .
الاستبصار هو أساس تحقيق تعلم حقيقي بل بدونه لن يتحقق التعلم .
ومن أجل تحقيق الاستبصار يتطلب إعادة البنية .
الانتقال هو شرط أساسي من أجل تحقيق التعلم الحقيقي .
الحفظ والتطبيق للمعرفة دون ابداع او اجتهاد فهو تعليم سلبي .
الاستبصار هو حافز قوي للتعلم لأنه ينبع من ذاتية المتعلم ، أما
التعزيز الخارجي ( كما عند السلوكيين ) فهو عامل سلبي لأنه لا يمثل رغبة المتعلم في التعلم .
الفرق بين الجشطلتية والسلوكية:
النظرية السلوكية :
– التعلم فعل يشترك فيه الانسان والحيوان .
– التعلم هو عملية سلوكية ناتجة عن مثيرات خارجية .
– التعلم يتحقق عن طريق ثنائية مثير / استجابة .
– التعزيز و المكافأة بعد تحصيل المعرفة عامل ايجابي لتحقيق التعلم المستمر .
– كثرة التكرار والخطأ يؤديان الى تحقيق التعلم .
النظرية الجشطالتية :
– الحيوان لا إدراك له وبالتالي لا يعي بما يتعلم عكس الانسان .
– التعلم هو عملية فهم و إدراك .
– يتحقق التعلم عن طريق إدراك الموقف .
– التعزيز الخارجي هو عامل سلبي وإنما الاستبصار هو العامل المحفز للتعلم .
– التكرار الآلي تعليم سلبي لأنه لا يدع مجالا لإبداع المتعلم واجتهاده
مثال تنزيل النظرية الجشطلتية :
أمية تتناول الطعام
– أمية : ةٌ – ةٌ – ةٌ – ةٌ ….. أمية.
– تتناول : تَ – تَ – تَ – تَ ….. تتناول .
أمية تتناول الطعام
أو فيما يتعلق بدراسة النصوص فتتم الانطلاقة من الصورة والعناون لتعرف المعنى الإجمالي للنص ثم بعدها الانتقال إلى الفقرات لتعرف معاني الفقرات والتعمق في المعنى وبعدها العودة إلى فهم النص في شقه الإجمالي.