المعارف البيداغوجية و الممارسة الصفية
مرحبا بكم زوارنا الكرام، زائراتنا الكريمات...
يشرفنا في موقع تربويات المغرب أن نتابع تقديم مواضيع خاصة بالاستعداد للامتحان المهني و كذا مباريات التعليم ومباراة مفتشي التعليم....تعميما للفائدة وتوفيرا لقاعدة هامة من المواضيع التربوية والتكوينية...
وسيتمحور موضوع اليوم حول المعارف البيداغوجية و الممارسة المهنية من خلال المحاور الرئيسية التالية:
- النماذج (البراديغمات) البيداغوجية.
- البيداغوجيات: أسسها، مفاهيمها، أبعادها النظرية و التطبيقية.
- ممارسات و تجارب بيداغوجية.
- بيداغوجيات.
المحور الأول: النماذج (البراديغمات) البيداغوجي:
يعرف البراديغم على أنه نموذج إرشادي أو نظرية عامة تحدد معرفتنا بالعالم بناء على القوانين العلمية السائدة. و يتكون البراديغم من القوانين و الفرضيات و النظريات.
المحور الثاني: البيداغوجيات: أسسها، مفاهيمها، أبعادها النظرية و التطبيقية:
أسس البيداغوجيات: بخلاف البيداغوجيا التقليدية التي تأسست على الدين و الفلسفة، تأسست البيداغوجيات الحديثة على العلم بجانبيه النظري و الإنساني. ففي العلم النظري نجد أن الفيزياء التجرينية كانت وراء ظهور نظريات بيداغوجية اعتمدت التجارب العلمية أساسا في بناء تصوراتها، كالبيداغوجية التي تعتمد على النظرية السلوكية مثلا. كما أن البيولوجيا، و خاصة الطب، ساهمت بنصيب وافر في نشوء تصورات بيداغوجية أخرى. وفي العلم الانساني، نجد علم النفس، و علم الاجتماع، و علم الاقتصاد، مراجع كبيرة لكل النظريات البيداغوجية.
مفاهيم البيداغوجيات: كل المفاهيم التي أثتت النظريات البيداغوجية الحديثة هاجرت من العلوم إلى التربية: الوعي، الأدراك، الوظيفة، الهدف، المشروع، السلوك، الكفاية، الإنتاج، التعاقد، التعاون، الدينامية، التفاعل...
أبعاد البيداغوجيات: يمكن أن نتحدث في البيداغوجيات الحديثة عن بعدين نظري و تطبيقي: أما النظري فيعني محمل التصورات البيداغوجية التي دعا إليها أصحابها نظريا دون إخضاعها إلى الممارسة الصفية، كبيداغوجيا الخطأ، و بيداغوجيا الكفايات، و بيداغوجيا التعاقد... أما البعد التطبيقي فيعني تلك التصورات البيداغوجية التي مارسها أصحابها ميدانيا من خلال تشييد مدارس خاصة لتطبيقها، كبيداغوجيا التعاون، و بيداغوجيا التحرر، و البيداغوجيا اللاتوجيهية، و بيداغوجيا الأهداف، و بيداغوجيا المشروع.
المحور الثالث: ممارسات و تجارب بيداغوجية:
بيداغوجيا التحرر (مدرسة سمر هيل):
هي مدرسة مستقلة عن النظام التربوي الرسمي، تأسست سنة 1921 قرب لندن بإنجلترا. هذه المدرسة تعتمد على بيداغوجيا التحرر التي تعتمدها و طبقها المدرس ألكسندر نيل. ضمت هذه المدرسة أطفالا بين خمس و خمس عشرة سنة من بلدان مختلفة، ينقسمون إلى ثلاث مجموعات تبعا لأعمارهم: الصغار و المتوسطون و الكبار.
ويتلخص الهدف العام المدرسة في تحرير الطفل من جميع السلط، حتى يعبر تلقائيا عن رغباته الطبيعية.
مبادئ أساسية في سمر هيل:
لعل مبدأ الحرية أصلها جميعا، و منه تتفرع المبادئ الأخرى. و تتمظهر الحرية لدى هذا التوجه فيما يلي:
- حرية اللعب: إن الطفل بطبعه ميال للعب، لأنه مطلب ضروري في حياته لا مضيعة للوقت، فعلى التربية الصحيحة أن تمكنه من تلبية رغبته بكل حرية.
- حرية الرأي: إن الطفل الناشئ في وسط متحرر يتعود على الصراحة، و الشجاعة في إبداء الرأي لعدم وجود الحاجة إلى الكذب. إنه لا يكذب إلا للاحتماء، ما دام لا يخشى عواقب أفعاله.
- الحرية الجنسية: يزكي أليكسندر نيل نظرية فرويد القائلة بأن الجنس محرك الإنسانية، و أنه يخلق الرغبة القصوى في الحياة، كما أن كثيرا من الآلام النفسية ذات مصادر جنسية.
- الحرية الدينية: أشار أليكسندر نيل إلى أن الطفل الحر لا يحتاج إلى الدين، لأنه لا يشعر بالخوف و لا بالقلق، ما دام يقبل على الحياة بكل بساطة و تلقائية. و لهذا لم يكن الدين من المواد المقررة في المدرسة.
بيداغوجيا التعاون (المدرسة النشيطة):
يعتبر سلستان فريني مؤسسا لهذه المدرسة التي اعتمدت على بيداغوجيا التعاون، فما هي أسس هذه البيداغوجية؟
يجدر التنبيه بداية أن بيداغوجيا فريني تؤتثها مفاهيم متعددة تنتمي جميعها إلى فضاء التربية الحديدة. كمفهوم المدرسة النشيطة لأدولف فريير، و مدرسة العمل لكينشينستينر، و المدرسة الشعبية و المدرسة البروليتارية في الاتحاد السوفياتي.
و إذا كان هذا التعدد في المفاهيم نتاجا لتعدد الثقافات التي اطلع اليها فريني. فإن ذلك لا يعيد حرفيا أي تجربة من التجارب السابقة، بقدر ما كانت تجربته محملة برؤية واحدة هي رؤية سلستان فريني.
يعرف فريني هذه البيداغوجية بكونها علم قيادة القسم في أفق تربية الأطفال الذين يشكلونه. و يعرف المدرسة النشيطة بأنها مدرسة حيوية كاستمرار طبيعي لحياة الأسرة و القرية و الوسط.
أهداف بيداغوجيا التعاون:
- إحداث تربية تستجيب لحاجات الأطفال فرديا و جماعيا و ثقافيا و تقنيا و أخلاقيا.
- الإحساس بتغير اهتمامات الأطفال و مشاغلهم و مناحي تفكيرهم.
- تطوير أدوات المدرسة بتحسين التقنيات.
- تقديم الأجوبة الملحة، ليس الأجوبة النظرية و السهلة و إنما العلمية ليتأكد أن نظريات كبار البيداغوجيين يمكن أن تصبح حقائق على أرض الواقع.
- ملء الفراغ البيداغوجي عقب انحسار بعض التجارب التربوية في بلجيكا و ألمانيا و إيطاليا. بمتابعة مسيرة التربية الجديدة، موظفا طرائق نشيطة عرفت ببيداغوجية فريني ممثلة في مدرسة الشعب.
البيداغوجيا المؤسسية:
تعني مجموع التقنيات و الطرائق، و المؤسسات الداخلية المنبثقة من الممارسة داخل الأقسام التعاونية في أفق خلق نشاط تربوي حر و هادف و مشترك، يساهم في إنجازه جميع الأطفال. و بذلك تكون المؤسسة استجابت لحاجات الطفل النفسية و الاجتماعية و الحياتية، كما تقرب المسافة بين المدرسة و الأسرة، المدرسة و المجتمع، بتعويد الطفل على الانخراط في العمل الجماعي المنظم. و لتحقيق هذه الأهداف قامت البيداغوجيا المؤسسية على مكونات ثلاثة هي: الأنشطة، التنظيم، المؤسسات.
المحور الرابع:البيداغوجيات:
تتعدد أنواع البيداغوجيات و في هذا المحور سنذكر لكم أبرزها باختصار :
من أبرز هذه البيداغوجيات :
- بيداغوجيا الخطأ.
- بيداغوجيا حل المشكلات.
- بيداغوجيا الأهداف.
- بيداغوجيا المشروع.
- بيداغوجيا الكفايات (الإدماج).
- البيداغوجية الفارقية.
- بيداغوجيا التعاقد.