فلسفة التربية و سوسيولوجيا التربية
مرحبا بكم زوارنا الكرام، زائراتنا الكريمات...
يشرفنا في موقع تربويات المغرب أن نتابع تقديم مواضيع خاصة بالاستعداد للامتحان المهني و كذا مباريات التعليم ومباراة مفتشي التعليم....تعميما للفائدة وتوفيرا لقاعدة هامة من المواضيع التربوية والتكوينية... في هذه المقالة سنتعرف على مفهومين رئيسيين مهمين بالنسبة للمقبلين على امتحانات الكفاءة المهنية وكدا بالنسبة للمقبلين على مباراة التعليم و الراغبين في تطوير آدائهم المهني.هذان المفهومان هما: فلسفة التربية و سوسيولوجيا التربية.
المحور الأول: فلسفة التربية:
هناك ثلاثة مذاهب فلسفية كبرى في التربية، أعطتنا ثلاثة براديغمات تربوية سادت أغلب الأنظمة التربوية في العالم و هي:
- التربية المعرفية: قادها البراديغم الفرانكوفوني بزعامة فرنسا (ديكارت).
- التربية الحسية: قادها البراديغم الأنجلوساكسوني بريادة انجلترا (جون لوك).
- التربية الغائية: التي احتضنها البراديغم الامريكي (جون ديوي).
ملاحظات:
- ديكارت رهن المعرفة بوجود العقل المفكر.
- جون لوك ربط المعرفة بالتجربة الحسية.
- جون ديوي يرى أن معيار المعرفة هو الغاية و المنفعة.
- النظام التعليمي المغربي هو وريث شرعي للنظام الفرنسي، و لذلك فهو يتموقع ضمن البراديغم الفرانكوفوني الذي يقدم المعرفة العقلية على باقي مصادر المعرفة.
اقرأ أيضا: المعارف البيداغوجية و الممارسة الصفية
المحور الثاني: سوسيولوجيا التربية:
في هذا المحور سنناقس أربع نقط رئيسية: تيارات سوسيولوجيا التربية، سوسيولوجيا المعرفة المدرسية، سوسيولوجيا النظام التربوي، المدرسة و التنمية.
النقطة الأولى: تيارات سوسيولوجيا التربية:
يمكن إجمال هذه التيارات في أربع تيارات أساسية:
- التيار الوظيفي: الذي يرى أن التربية فعل يمارسه الكبار على القاصرين. و موضوع هذه التربية يركز على تنشئة الطفل، و تنمية قدراته الجسمانية و الذهنية و الأخلاقية، مما يتطلبه المجتمع السياسي كله، و وسط الطفل الخاص.
من أبرز رواد هذا التيار نجد إيميل دوركايم.
- التيار الرمزي: هذا التيار يرى أن البشر يتصرفون حيال الأشياء على أساس ما تعنيه تلك الاشياء لهم.
و من أبرز رواد هذا التيار نجد هربرت ميد بلومر.
- التيار النقدي: الذي يرى أن المجتمع ليس كتلة متجانسة، بل هو قائم على التناقض و الصراع. كما أن الطبقة المسيطرة أو السائدة، تفرض مشروعية سيادتها بالسلطة.
من أبرز رواد هذا التيار: بيير بورديو.
- التيار السوسيوبنائي: الذي يرى أن العلاقات الاجتماعية ضرورية في بناء المعرفة. كما يرى أن النمو و التعلم عمليتان متلازمتان.
النقطة الثانية: سوسيولوجيا المعرفة المدرسية:
تطرح المعرفة المدرسية اشكالات كثيرة على الباحثين، و ذلك لتعدد زوايا المقاربة. ففي الدساتير العالمية و الادبيات الحكومية نجد أن المعرفة المدرسية تسعى إلى تكوين المواطن الصالح النافع لنفسه و لبلده. و من جهة أخرى نجد أن الخطابات العلمية غير الرسمية ( السيكولوجيا و السوسيولوجيا) تكاد تجمع على أن المعرفة المدرسية لا تحقق أهدافها لمعيقات كثيرة نذكر منها: المعيقات السياسية و المعرفية و البيداغوجية.
النقطة الثالثة: سوسيولوجيا النظام التربوي:
يتميز النظام التربوي بتفاعل ثلاثة مستويات هي: المستوى السياسي الذي يحدد التوجه العام للنظام، بتحديد غاياته. و المستوى الإداري الذي تجسده المصالح المختصة بالتسيير. و المستوى البيداغوجي الذي يشمل الجانب الانجازي للفعل التربوي.-
النقطة الرابعة: المدرسة و التنمية:
التعليم يقود إلى التنمية المستدامة، و السلام، و الاستقرار الوطنيين و الدوليين. كما يساهم في بناء المجتمع و الاقتصاد.
التعليم شرط لا غنى عنه لأي تنمية اقتصادية أو اجتماعية أو بشرية. كما يؤدي التعليم دورا أساسيا في تعزيز السلام المدني و الدولي، و كذلك الاحترام المتبادل للثقافات و الشعوب.
وعليه يمكن إجمال الأبعاد التنموية للتعليم في ما يلي:
- التعليم يقضي على الأمية التي تحط من كرامة الإنسان.
- التعليم يمكن الفرد من الإستقلالية الشخصية.
- التعليم يساعد الفرد على الاندماج الاجتماعي.
- التعليم يساعد على زيادة الدخل الفردي و تحقيق الرفاهية الذاتية.
- التعليم يمكن الفرد من أدوات الفهم و التحليل و النقد.
- التعليم يمنح الفرد التوازن المعرفي و النفسي و الاجتماعي.