هل صحيح أن ممارسة الكتابة اليدوية تعزز التعلم بشكل أسرع من الكتابة الإلكترونية؟
أصبح تعلم القراءة والكتابة يعتمد بشكل متزايد على أجهزة الكمبيوتر اللوحي وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. إلا أن هذه الأجهزة الرقمية تفشل في خلق تجربة حركية إدراكية لدى المتعلم(ة) 7؛ مما قد يعيق التعلم.
كشف بحث جديد صادر عن جامعة "جونز هوبكنز" (JHU) الأميركية -حول "تعلم الكتابة اليدوية ومحو الأمية"- أن ممارسة الكتابة اليدوية تعزز التعلم بشكل أسرع من ممارسة الكتابة عبر الأجهزة اللوحية ومشاهدة الفيديوهات.
وأظهرت الدراسة -المنشورة في مجلة "علم النفس" (Sychological Science) في 29 يونيو/حزيران 2021- أن ميزة التعلم المكتسبة من ممارسة الكتابة اليدوية مرتبطة بالتجربة الحركية الإدراكية للكتابة باليد. مما يعمل على إشراك مناطق الدماغ الحسية التي لا يتم تنشيطها عن طريق الكتابة على الآلة الكاتبة، ويساعد هذا النشاط العصبي الطلاب على التعلم بشكل أفضل.
تعلم لغة جديدة
وفقا للدراسة فإن ممارسة الكتابة اليدوية تحسن المهارات الحركية الدقيقة وتخلق تجربة إدراكية تساعد البالغين على تعلم المهارات المتعلقة بمحو الأمية الخاصة بتعلم لغة جديدة "بشكل مدهش وأسرع وأفضل بكثير" مما لو حاولوا تعلم نفس المادة عن طريق الكتابة على لوحة المفاتيح أو مشاهدة مقاطع الفيديو.
وفي هذه الدراسة، أجرى الباحثان روبرت وايلي -وهو طالب دكتوراه سابق في جامعة جونز هوبكنز ويعمل حاليا أستاذا في جامعة "نورث كارولينا" (North Carolina) وبريندا راب -وهو أستاذ العلوم المعرفية بجامعة جونز هوبكنز- تجربة على مرحلتين تضمنت 42 شخصا بالغا لا يتحدثون اللغة العربية، تم تقسيمهم عشوائيا إلى 3 مجموعات من المتعلمين، وهم "الكتّاب اليدويون، ومن يقومون بالكتابة عبر الآلة الكاتبة، ومشاهدو الفيديو".
في المرحلة الأولى من التجربة، تم تعليم كل مشارك الأبجدية العربية، باستخدام أساليب التعلم الحركية وغير الحركية اعتمادا على مجموعتهم.
يقول المؤلفون المشاركون في الدراسة "تُظهر نتائجنا بوضوح أن الكتابة اليدوية مقارنة بالممارسات غير الحركية تنتج تعلما أسرع وتطبيقا أفضل على المهام التي لم يتم التدرب عليها مسبقا".
كيف تساعد الكتابة اليدوية على تعلم القراءة بشكل أفضل؟
وفقا للباحثين فإن "الفعل البسيط للكتابة باليد يوفر تجربة إدراكية حركية توحد ما يتم تعلمه عن الحروف (أشكالها وأصواتها وخططها الحركية)، والتي تخلق معرفة أكثر ثراء وتعلما حقيقيا متكاملا"، مما يكون مفيدا بشكل أكبر عند تطبيق تعلم الحروف على عملية القراءة.
وعلى الرغم من أن جميع المشاركين في هذه الدراسة كانوا من البالغين؛ فإن وايلي وراب يتوقعان أن نفس النتائج ستظهر عند الأطفال. فعند تعلم الأبجدية لأول مرة، يحسن كتابة الحروف باليد تعلم القراءة والكتابة.
هذا البحث له أيضا آثار على الفصول الدراسية من رياض الأطفال وحتى الصف الـ12، حيث أصبح تعلم القراءة والكتابة يعتمد بشكل متزايد على أجهزة الكمبيوتر اللوحي وأجهزة الكمبيوتر المحمولة. إلا أن هذه الأجهزة الرقمية تفشل في خلق تجربة حركية إدراكية، مما قد يعيق التعلم.
تقول راب "إضافة لتحسن مهارة الكتابة اليدوية لدى الطلاب فإنه توجد فوائد أخرى للكتابة اليدوية تتعلق بالقراءة والتهجئة والتفاهم. ومن خلال الكتابة تحصل على تمثيل أقوى في عقلك يتيح لك دعم هذه الأنواع الأخرى من المهام".